قصص من زمن فات الطالب المصرى و الامام الاعمش

 اجمل متابعين لنا فى كل مكان السلام عليكم و يارب تكونوا بخير و سعادة اللهم امين .

و لا ننسى من الدعاء جميع المسلمين المستضعفين فى مشارق الار ض و مغاربها داعين الله ان يؤمنهم و يغنيهم و ينصرهم و يرحم امواتهم و يتغمدهم برحمته و ينصرهم نصرا مؤزرا انه القادر سبحانه و القاهر فوق عباده و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم . 


قصص من زمن فات الطالب المصرى و الامام الاعمش


نعود لكم بمقال من زمن فات حيث نشتم فيه رائحة العبرة و المعرفة لازمنة مضت و فاتت و لكن عبرها و حكمتها لم يمض عليها الزمان ابدا , بل كل يوم تزداد ثقل و قيمة . 

و اليوم قصتنا زمن الحضارة الاسلامية حيث لا تجد لكل تلك التكنولوجيا وجود و كانت المعرفة لتحصيلها او للعلم عموما لابد من السفر و الترحال لشهور و ايام حتى تجد عالم جليل و شيخ كريم تأخذ عنه العلم و لابد لك من التدوين بيدك لا ان تكتب على هاتف او تسجل بجهاز بيدك . 

فقصتنا هى قصة الطالب المصرى و الامام الاعمش . 

و الامام الاعمش هو من شيوخ الاسلام عالم و مقرئ و محدث اى مختص بعلوم الحديث و روى عنه العديد و العديد من الاحاديث . 

يحكى ان ذات يوم اتى طالب من مصر و اراد ان يتعلم  من الامام الاعمش و كان قد عزم الطالب لحرصه الشديد على العلم ان يذهب للامام و يمكث لديه و يستمع منه حوالى المئة حديث و يعود لبلده مصر ليعلم الناس به . 

و عندما وصل بعد عناء من السفر و تركه لاهله و ماله و حاله دخل المسجد وصلى وراء الامام و كان فى هذا الوقت الامام اصبح اعمى و عندما جاء ليذهب للامام اوقفه شخص ما و سأله عن بلده فقال انه اتى من مصر خصوصا ليتعلم من الشيخ فرد علي السائل بانه يذهب معه الى بيته و يقيم شهرا بعدها يتعلم العلم ولابد له ان يرتاح من السفرالذى اتى منه للتو . و لكن الطالب المصرى اصر انه اتى ليتعلم لا ليستريح و ان على الامام ان يعلمه , فرد السائل بان الطلاب اغضبوا الامام بالامس و اقسم الا يخبرهم باى شيء من العلم الا بعد شهر فقام الطالب و قال انه لا ذنب له فيما حدث بالامس , و بالفعل قام للامام و ساله ان يعلمه و لكن الامام قال بانه اقسم الا يتحدث لا بعد شهر . و عندما قال الطالب انه لا ذنب له فيما حدث و انه اتى للتو و لكن الامام لم يبدل رايه , بل قام  الامام يتلمس عصاه , فساله الطالب المصرى اين تذهب يا شيخ فقال الى بيتى فقال له الطالب تعال لاوصلك الى بيتك و امسك يده ولكنه ذهب الى الجهة المعاكسة فسأل الشيخ اين تذهب بى ؟ فان بيتى من الجهة الاجهرى فقال له ان هذا طريق مختصر و فكر المصرى كيف ان يجعل الامام يعلمه  ؟ و من الذكاء و الدهاء مشى بالامام الى الصحراء و هناك قال له اما تعلمنى مئة حديث او اتركك الى الصحراء تموت بلدغة عقرب او حية و حاول الامام ان يثنيه و يجعله يعود به اللى بيته فلم يقبل و قال له الطالب اننى لا ذنب لى فيما حدث بالامس فانا لم اكن معهم و اننى اتيتك من بلد بعيد و انت ترفض ان تعلمنى فاما تعلمنى الان او اتركك بالصحراء و بالفعل اقرءه الامام خمسين حديث و فى هذا مرتبة اعلى لانه يحدثه وحده لا وسط طلاب اخرين . و بعدها قال له الامام تعال لتعود الى بيتى فقال المصرى لا بل زدنى للمئة و عندما زاده قام اليه الطالب فقبل راسه و اعتذر منه و اخذ بيده الى ان دخلا المدينة و هناك ترك الواح الكتابة اى الاوراق التى كتب بها الاحاديث و العلم لدى احد المحلات كامانة حتى يعود و اوصل الامام الى بيته و عندما ضرب الامام بالعصا و علم انه اصبح فى بيته امسك الطالب و صرخ فى الناس ان ياخذو منه الالواح اى الاوراق التى كتب فاستعجب الناس منه و قالوا ان الرجل ليس معه اى شيء و كان الامام مغتاظ كثيرا منه فقال للطالب عندما تعود الى اوراقك فامسحها لان كل تلك الاحاديث ضعيفة و لن تنفعك بشيء , فابتسم الطالب المصرى و اقسم ان الامام اطهر و اكرم من ان يفترى على رسول الله صل الله عليه و سلم و يكذب عليه . و هنا هدأ الامام قليلا و قال له و الله صدقت فان كل ما حدثتك به و قلته لك احاديث صحيحة و لكنى من ضيقى منك ومما فعلت اردت ان تعود فتمسحها و عندما تعود لى اقول لك انها كانت صحيحة حتى تشعر بضيقى الان فارجع الى بلدك و علم العلم لاهلك و بلدك فانى قد صدقتك القول فى كل ما قلت لك . 

و تلك كانمت قصتنا اليوم اصدقائى اتمنى ان تعجبكم و اتمنى ان نعود جميعنا لنحرص على العلم و التعلم فهو فرض علينا . 

استنونى فى موضوعات كتير و قصص عبر الازمنة . 


تعليقات