قصة قصيرة , لا تحكم على الناس بما تعرفه انت

 اجمل متابعين لنا فى كل مكان السلام عليكم و يارب تكونوا فى خير و سعادة .

و لا ننسى اخواننا فى فلسطين وفى مشارق الارض و مغاربها من المسلمين المستضعفين من دعاءنا بان ينصرهم الله و ياويهم اليه ويؤمنهم ويحفظهم انه القادر و المالك للارض و لكل شيء سبحانه و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم .


قصة قصيرة ,  لا تحكم على الناس بما تعرفه انت


اليوم اصدقائى و قصة قصيرة جديدة بعنوان 


لا تحكم على الناس بما تعرفه انت

 

سالى فتاة  مدللة عاشت حياتها و هى تنال كل ما تطلبه , و ها هى الان فى السنة الاولى من كلية التجارة جامعة القاهرة , رات فتاة فخبطت بها دون ان تدرك فصرخت فيها سالى و عندما دققت فى ملامحها بدات تتنمر عليها اكثر و أكثر اذ راتها سالى منذ حوالى اسبوع تعمل كنادلة فى احد الكافتريات القريبة من الكورنيش , سكتت الفتاة و كانت تسمى حنين ولم تستطع ان تتحدث بل نظرت بصمت ومضت الى طريقها وهنا راى معظم القسم ما حدث بل وعلموا جميعهم بان حنين تعمل كنادلة . و بعد الجامعة ذهبت حنين مسرعة الى عملها حيث كانت تعمل لتصرف على نفسها وتساعد والدتها لان والدى حنين انفصلوا منذ ان كانت طفلة ولم يعى والدها بها بل ذهب و تزوج من اخرى وهاجر من البلد ككل و بقى كل العبء من مصاريف وتربية وكل شيء على والدة حنين فقط ولكنها لم تكل و ها هى حنين وبعد صدام كبير مع والدتها استطاعت ان تعمل لتساعد والدتها , و فى الكافتريا اتى لها بعض من زملاءها ومعهم سالى ليكملوا باقى التنمر عليها . ودخلت الى المطبخ وهى تكتم دموعها حيث نزلت دمعة منها هاربة من الحبس و الصمت التى تبديه على نفسها ودموعها وهنا راها الشيف سالم الذى ربط على كتفها فهو كان يعلم جيدا ما تعانيه و قال لها لا تحزنى اننى كنت من قبل اعمل اسوء من هذا العمل ولم يكسرنى ابدا تنمر مثل هؤلاء فهم حقا لديهم من النقص و التفاهة الكثير حيث ليس لهم تقدير الا من خلال منصب واموال عائلتهم . فلا تهتمى كثيرا بهم , و بالفعل شجعها هذا التحفيز وخرجت لهم بكامل ثقتها وقدمت الطلبات وانصرفوا وهم لم يستطيعوا ان يبكوها ومضت الايام وكانت سالى ومعها الكثير لا يتهاونون فى التنمر ومضايقة حنين بل وكل من يقف لها , ولكن حنين ركزت على دراستها واخذت بنصيحة الشيف سالم وخصوصا عندما عرفت من احد زملاءها بالعمل انه هو نفسه صاحب الكافتريا وابن رجل بسيط توفى عنه وهو فى سن المراهقة وتركته والدته لتتزوج ورباه جده فى منزل فقير جدا ولكنه لم يستسلم لظروفه واصبح لديه تلك الكافتريا  كما حلم بالضبط , ارادت حنين ان تحقق احلامها وتعمل وترد لامها جزء مما فعلت لاجلها واقل القليل ان تصبح فتاة ناجحة وغير جاحدة بجهود الام , وعلى هذا انقضى العام وخرجت حنين الاولى على الدفعة وهكذا فى باقى السنوات وكانت سالى اصبح بالنسبة لها التنمر على حنين كأفة لديها و انساها دراستها حتى وصل بها الغيرة الى كيف تصل تلك الفتاة الفقيرة الى الاولى على الدفعة لثلاث سنوات متتالية ؟ و ها قد وصلت حنين الى السنة النهائية وكان جميع الدكاترة لديها يقلون بان حنين اذا تخرجت بمثل هذا التقدير سوف تكون معيدة فى الكلية وبالفعل اصبحت حنين معيدة فى كلية التجارة وافتخرت بها والدتها كثيرا . و اذ بسالى تعيد العام الاخير لها فى الكلية و تصبح حنين دكتورة عليها لتدرس لها . و كانت سالى ستنفجر من كل ما يحدث معها , و فى يوم ذهبت حنين الى الكافتريا وكذلك سالى فسمعتها سالى تشكر الشيف سالم على دعمها ووقوفه بجانبها وتقول له بانها استطاعت ان ترد ولو جزء بسيط لوالدتها التى ترعاها وحدها منذ سن السابعة و عملت كثيرا كثيرا و حتى انها تعرضت لمضايقات كثيرة حتى تستطع تربية ابنتها وحدها وبان اهل والدتها قد توفوا و لم يكن لهما احد . و لكنها اليوم سعيدة اذ جعلت والدتها فخورة بها , و بان كل التنمر و المضايقات التى راتها لم يعد لها اى اثر الان . و هنا علمت سالى كم كانت حمقاء وبان العديد من الناس يقاسون ولا يتسنى لهم العيش فى رفاهية مثلها وكم كانت ساذجة بل وتافة اذ قللت من عمل حنين , فكانت سالى ليست الفتاة السيئة بل اعتادت ان تحكم على الامور من منظور ما  تعرف فقط و علمت ان ما تعرفه لهو قليل جدا على ان تواجه تلك الحياة .

 

تمت 


تعليقات