اجمل متابعين لنا فى كل مكان . السلام عليكم
وبعد الدعاء لاخواننا فى غزة اعانهم الله واغانهم وتولاهم وثبتهم وحقن دماءهم هم وكل المسلمين فى كل مكان اللهم امين
.
اليوم موضوع جديد وفيه نتحدث عن . قصة قصيرة جديدة . وهى بطابع رومانسى دراما . اتمنى ان تعجبكم .
فبالامس علمت سلمى من والدتها بان صاحب العقار يريد ان
يطردهم من المنزل اذ لم تدفع له امواله .
خرجت سلمى تبحث ولم يفتح الناس بعد متاجرهم فجلست على
قارعة الطريق تبكى حظها فها هى الان تجلس
على الطريق بعد ان كانت مرفهة ولا تفعل شيء سوى الجلوس وانفاق مال والدها فبعدما
توفى لم يبقى لها شيء والديون اصبحت تحاوطها هى ووالدتها من كل اتجاه .
وباعت كل ما كانت تملكه وحتى الان المنزل مهددة ان تطره
منه هى ووالدتها .
استفاقت من دموعها والذكريات الاليمة عندما سمعت ابواق
السيارات عالية فقامت سريعا وبدأت فى رحلة البحث ولم تستفد شيء فلم تبقى شركة ولا
مؤسسة الا ودقت ابوابها ولم تفلح ان تحصل على وظيفة . وهى قد اصابها من التعب
الكثير وجاءت لتجلس على الكورنيش فرات احد الكافيهات فدخلت اليه وقالت لمن يعمل اتحتاجون
احدا ليعمل .
فذهب الى المدير واتى لها وقال نعم نحتاج احدا فى المطبخ
ليساعد الشيف . وهنا اطاحت امالها وكل شيء فهى تحتاج بشدة للمال فتحدثت مع المالك
على ان يعطيها راتبها فى اخر كل يوم . ولكنه لم يوافق بسهولة فكلامها ولبسها ليس
بالذى يؤهلها لهذا العمل على ان تحضر الاكلات وتقشر الخضروات والفواكه للطاهى
ولكنها اصرت وبشدة وقالت للمدير ان يختبرها اليوم .
وفعلا بدات العمل .ولم تهتم لا لاظافرها التى كسرت ولا
للبسها الذى اتسخ بروائح الطعام , وحاولت جاهدة ان لا تغلط فى شيء وعلى الرغم من
ان العمل كان مجهد وبشدة لها الا انها استطاعت النجاح بدرجة جعلت الطاهى والمدير
يقدرونها وخاصتا بعد ما اصر المدير على معرفة قصتها .
عادت الى المنزل وقد اخذت راتب يومها الاول من العمل
وذهبت الى صاحب العقار واعطته المال وهو بالطبع لا يفى اى شيء ولكنه صبر عليها
لانها بهذا الفعل جعلته يامن على امواله بانه سيستردها .
ولكن وبعد بضعة ايام كان عليها ان تجزأ راتبها بين إيجار
البيت وبين احتياجاتها هى ووالدتها وعلى هذا لا يكفى باى حال راتبها الصغير
ولهذا قررت ان تعمل عمل اضافى ولكن كيف ؟ ومتى ؟ واين
هذا العمل ؟
وكان الطاهى وقتها قد تعرف على مشكلتها وبدا يساعدها
ويقدرها خاصتا بعد ما علم بقدرتها على الطهى وخاصتا فيما يخص الحلويات والاطباق
الغربية وقدرتها على جعلها اشهى واجمل من حيث المظهر . وجاء المساء موعد انصرافها
ولم تكن تعلم ماذا ستفعل ولكن الطاهى اوقفها وقال لها هل تقبلين ان تاتى معى لعمل
خاص ؟ فى البداية لم تفهم سلمى ماذا يريد ؟ وخافت ان يكون يريد بها سوءا ولكن
الطاهى فسر كلامه , وبصوت منخفض قال لدى اليوم حفلة عيد ميلاد فى احدى الاماكن
العامة وانا وحدى لن استطع ان اكمل كل شيء ومساعدى ليس كفء ان ادخله الى تلك الاماكن
. فما رايك ولكى منى اذا قبلتى اجر ضعف مرتبك هنا فى الشهر .
كانت سلمى تريد ان تقفز فرحة لان هذا العمل اتى لها فى
وقت احتياجها اليه واحست بان عناية الله سبحانه معها فوافقت بعد ان اتصلت بوالدتها
لتعلمها بالامر .
ذهبت سلمى مع الطاهى حمزة وكانت مجهدة وخائفة ومتوترة فى
نفس الوقت فهى لم توضع فى موقف كهذا من قبل .
ولكنها عندما وصلت الى مطبخ هذا المكان الذى ستعد به
قائمة الطعام بدات تعتاد على الامر سريعا بل بدأت تعد مع حمزة الحلويات والمطلوب
منهما .
وعندما ارادت ان تخير صاحبة عيد الميلاد بطعم الكيك
سمعتها وهى تقول بان لديها حساسية من نوع معين من المكسرات وهنا توتر حمزة لانه
كان اعد الكعكة بهذا النوع فى قائمته ولهذا طمئنته سلمى واعدت نوع معين من الكعك
تتقنه هى وكان جميل جدا احبه الجميع وزينته وكان به هذا النوع من المكسرات ولكن فى
الحقيقة استخدمت هى مواد اخرى ولهذا شكرها حمزة وصاحبة الحفلة واعطت حمزة مبلغ
اضافى لها عندما ابلغها بما حدث وهذا لان سلمى لم تقابل الفتاة او اصحاب عيد
الميلاد لانها كانت تاخرت وطلب لها حمزة عربة لتعود لمنزلها وفى الصباح انتظرها
حمزة واعطى لها اجرها الذى اتفق معها عليه وايضا المبلغ المكافأة لها من اصحاب
الحفلة . فرحت بهم سلمى وبدات حياتها تتغير خاصتا وهى بدات فى الذهاب مع حمزة فى
اعماله بعيدا عن المطعم .
وهكذا بدأت فى تستسد ديونهم وبدأ حالهم يعتدل .
الى ان جاء اليوم الذى كان لنفس اصحاب عيد الميلاد حفلة
اخرى ولكن تلك المرة راتهم سلمى وبكت كثيرا وذهبت مسرعة خارج المكان الذى كانت
تعقد فيه الحفلة .
ولم يفهم حمزة اى شيء فى البداية ولم يستطع ان يجرى
وراءها حتى ينتهى من عمله ولكن كانت صدمته عندما ساله اخ الفتاة صاحبة عيد الميلاد
عن منزلها ومكان عملها لان حمزة لا يعرف منزلها .
وفى الصباح تفاجات بالمدير يطلب اليها ان تخرج لان احد
الزبائن يريد طلب خاص وعلى مساعدة الطاهى ان تاخذه .
استغربت سلمى ولكنها خرجت لتجد نفس الشاب وهنا تستعيد
سلمى ما حدث قبل سنة ونصف .
فقد كانت فى رحلة مع اصدقائها وتقابلت مع هذا الشاب امجد
واحبا بعضهم البعض كثيرا واتى لها عندما عادوا الى منزلها ولكنه اتى له سفر مفاجأ
اضطره ان يؤجل موعده مع اهلها ليطلبها بشكل رسمى وعندما عاد من السفر لم يجدهم .
فقد كان هذا الوقت قبل ان يمرض والدها ويفقدوا كل شيء .
استفاقت من ذكرياتها عندما راته وهمت بالذهاب سريعا من
امامه ولكنه اوقفها وقال لها . اريد طلب خاص من فضلك وامام نظرات مديرها توقفت
لتاخذ منه الطلب واذ به ما اعتادا ان يؤكلاه فى الماضى .
اخذت منه الطلب وشكرها ومنعت دمعة قبل ان تنزل ومضت الى
المطبخ حيث تحدثت مع حمزة فى كل شيء.
فحضر حمزة الطلب وذهب اليه وعندما حل المساء وجدته
منتظرها فى الخارج فطلبت من حمزة ان يوصلها ولكن هيهات فقد سبقه امجد ليقول لها
لماذا هربتى من قبل ؟ وهل ستهربين الان كما فعلتى قبل عام ونصف ؟ اكنتى تكذبين على
؟ وتخدعيننى ؟ ام كنتى تمثلين الحب ؟
وانهال عليها باسئلة لا تنتهى وهى لم تستطع تحمل كل ذلك
فانهارت وصفعته وقالت له عن كل ما حدث وعما عانته وانها الان لن تستطع
ان ترتبط به فهى
فقط تستطع ان تحضر له الطعام او بالاحرى ان تساعد من يحضر له الطعام . وتركته لتبكى طوال ليلها على ما اصبحت فيه ؟
وكان الحياة التى ابتسمت لها بالامس اتت اليوم لتكشر لها عن انيابها مرة اخرى .
ولكنها فى النهاية حاولت ان تتماسك لاجل نفسها ولاجل
والدتها ومسحت دموعها وقامت لعملها وهى ترفع راسها فهى لم تخدعه ولم تفعل ولن تفعل
شيئا معيبا او مشينا .
تلك حياتها فمن يقبلها هكذا فمرحبا به ومن يرفضها فقد
استراحت من عناء وجوده بجوارها . تذكرت كلمات والدها تلك وذهبت رافعة الراس الى
عملها .
وبعدما حل المساء وجدت امجد مرة اخرى وتلك المرة مع اخته
نعم فهى تعرفها جيدا فقد رات صورها معه كثيرا .
لم تعطهم اهمية وارادت ان تذهب ولكنه وقف امامها وقال
لها الى اين تذهبين ؟ فقالت وما الامر لا شان لحضرتك بى ؟ ولكن نهلة اخته دخلت فى
الحوار وقالت لها اننى اتيت اليوم لاراك واتعرف بك وايضا لاشكركى عما فعلته فى
حفلة مولدى . فابتسمت لها سلمى وقالت لا شيء يذكر وارات ان تستأذن لتذهب ولكن يد
امجد منعتها وقال لها الا تزالين تحبيننى كما السابق ؟ وهنا لم تعلم بماذا ترد ؟
او ماذا يريد هو حقا ؟ فجرت سريعا من امامه .وكانت تفكر فى شيء واحد الا وهو ان لا
تعود الى المطعم مرة اخرى .
وبالفعل ذهبت الى البيت واستخرجت كل ما كسبته من اموال
وكل ما كان معها . وكذلك اخرجت بروش كان معها وكان ذكرى عزيزة عليها ولكنها كانت
قد قررت ان لا تعود اليه مرة اخرى او على الاقل ليست وهى ضعيفة هكذا . لانها فكرت
بانه لن يقدرها ويحبها حقا وهى ضعيفة . ولهذا قررت ان تمتلك عملها الخاص .
وعرضت على حمزة ان يفتحوا مكان خاص بهم على شرط ان لا
يعلم احدا بهذا الامر . فوافق حمزة على الفور وبدا فى اعداد كل شيء .
وانبهرت من سرعته لانه فى اليوم التالى كان قد اعد
المكان وحتى كل ما يلزم من اوراق كان معه ولهذا فسر لها بانه كان يعد للامر منذ
فترة طويلة ولكنه لم يكن لديه الشجاعة وهى اعطته اياها . وبدا عملهم شيئا فشيئا
يتطور وينمو . واحست اخيرا سلمى بان الحياة عادت لتبتسم لها من جديد .
وطوال كل هذا الوقت كان امجد يبحث عنها فى كل مكان .
ولكن تفاجأ عندما راى حمزة صدفة فى مناسبة ما فتحدث اليه وعندما سال عنها لم يستطع
حمزة ان يكذب عليه خاصتا بعد علمه بمدى حب امجد لها وبحثه كل تلك الفترة عنها .
فذهب امجد الى بيتها ومع اخته وعندما راته لم يقل اى شيء
سوى انه اخرج خاتما وقال لها الم يكفى هربا الى الان اريد الزواج بك .
وهى لم تستوعب فى البداية ولكن والدتها التى ادخلتهم
وبعد ما روى للوالدة كل شيء , علمت مدى حبه لها وهنا وافقت سلمى واخيرا على
ارتباطهم واصر بشدة امجد ان تنتقل والدة سلمى للعيش معهم فى منزله خاصتا وان امجد
لا احد لديه من عائلته سوى اخته الصغرى نهلة وعاشا جميعا مع بعضهم البعض كعائلة
واحدة .
تمت
تعليقات
إرسال تعليق