العمر لا يقاس بالسنوات ( قصة قصيرة )

 اجمل متابعين لنا فى كل مكان السلام عليكم ويارب تكونوا بخير وسعادة 

و لا ننسى اخواننا فى فلسطين وفى كل بقاع الارض من المستضعفين فى مشارق الارض و مغاربها من دعائنا بان يحفظهم الله وياويهم اليه و يؤمنهم ويكفيهم وينصرهم نصرا مؤزرا انه ولى ذلك و القادر عليه و لا حول و لا قوة الا بالله .

اليوم اصدقائى احب اشارككم قصة   العمر لا يقاس بالسنوات و هى من قصصى القدسمة ولكن احبها كثيرا وذات مغزى و عبرة ايضا و اتمنى ان تعجبكم 

القصة قصيرة كما تعودنا 


العمر لا يقاس بالسنوات  ( قصة قصيرة )



العمر لا يقاس بالسنوات

 

كنت اجلس وحيدا ولا احب ان اشارك عائلتى اى شئ , لطالما كنت اجلس وحدى على الهاتف او الكمبيوتر وباقى الوقت اما نائم او اتحدث الى الاصدقاء .

هكذا امضيت حياتى اننى انا سامر عندها كنت اضحك كثيرا واتسامر مع اصدقائى ولا يهمنى شئ

فى هذا اليوم كنت اجلس فى احد المقاعد فى حديقة عامة انتظر احد اصدقائى حين قابلت رجلا كبير فى السن , انه فى سن جدى تقريبا

 

الرجل الكبير : ( وهو يضع يده على كتفى ) لماذا تاخرت يا احمد ؟

سامر : من يكون احمد ؟ انا سامر يا عمى

الرجل الكبير : لا بل انت احمد أتغير اسمك حتى لا تذهب معى  وتجلس معى

 كنت ساتعصب لولا ان اتت امراة من ورائى يظهر عليها فى منتصف الاربعينيات وربطت على كتفى

المراة : يا ابى انه ليس أحمد , فأحمد قد سافر ولن ياتى اليوم ولكن يمكن لهذا الشخص اذا ما كان متفرغ ان ياتى معنا .

لقد طلبت منى المراة فى خفوت ان اصاحبههم فهى لا تستطع ان تكون وحدها معه فلابد لاحد ان يكون معها . وعندها لم استطع ان ارفض , لقد كانت ستاخذه الى المستشفى .

ذهبت وانا لا اعرف شيئا وعندما دخل الرجل الى غرفة الاشعة قالت لى المراة

المراة : انه ابى فى الثمانين من العمر لقد ذهب الزهايمر بعقله منذ حوالى خمس سنوات وهو لا يتذكر جيدا اى احد بل احيانا لا يتذكرنى انا , لقد كان ابى يعيش ولا يهمه سوى نفسه كانت امى تعانى من قلة اهتمامه كثيرا حتى توفت قبل سنوات عديدة . وحتى انا لم اعرف حبه كاى ابنة فقد تزوجت صغيرة وانجبت احمد الذى اعتقد انك هو , ابنى الان فى الجامعة وسافر مع اصدقائه لبطولة فى الالعاب الرياضية , وحتى هذه لم استطع حضورها . ان عمرى فى منتصف الاربعينات ولكنى احس باننى فى السبعينات من عمرى , فلقد ازدادت المسئوليات وخاصتا ابى والان كما ترى لابد وان اهتم به ولكنه هو لم يهتم بنا يوما .

خرجت انا ولم اعرف ماذا حدث لى ؟

افعلا  فى وقت ما لا تعرف من انت ! او من اهلك ! ؟

وهل تفقدهم فى ثوانى معدودة ؟ ووجدت نفسى اعود الى اهلى فاسال عنهم واحتضنهم . كان قد مضى الكثير من الوقت ولم احتضن والدى وسألت نفسى ( متى كانت اخر مرة احتضنتهم ؟ فلم اجد الجواب اقصرت انا فى حقهم هكذا )

لقد علمتنى تلك المراة الكثير والكثير .

علمتنى ان العمر ليس بالسنوات وان الحب لا يباع وان الهداية من الله تاتيك فى اى وقت وكل شكل

تعليقات