احببتك رغما عنى ( الفصل الثامن )

 اجمل متابعين لنا فى كل مكان 

تعالوا نكمل قصتنا 

احببتك رغما عنى 




 

الفصل الثامن

اتى الصباح سريعا على يمنة بطيئا على يوسف الذى كان يريد ان يذهب سريعا لا لحبه لعمله او قلقه عليه بل ليعرف ماذا يعنى وليد ليمنة حقا وهل له فرصة معها ام انها لا تدرى فقط انها تحبه لانه كان امام عينها على الدوام

 

فى الشركة

عندما اتى يوسف لم تكن يمنة قد وصلت بعد اذ ان المسافة من بيت والدها للشركة تعد كبيرة نسبيا كما انها لم تسترد كامل صحتها لذلك لم يسمح لها والديها بالذهاب باكرا ولذلك كان على يوسف ان ينتظر اكثر وكانت هذه الساعات وكانها شهور اذ انه ما يلبث الا ان ينظر الى ساعاته حتى انه لم يكن بكامل تركيزه اثناء اجتماعات الشركة اليومية لولا انه كان معتادا على مثل تلك الامور والادارة كثيرا وله من الخبرة فيها الكثير لما كان استطاع ان يجرى ذاك الاجتماع على خير ما يرام وعندما اعلنت الساعة عن الحادية عشر كان يوسف قد استبد به القلق وهو لا يعرف هل عليه ان يتصل بها ؟ ام انها قد تعبت مرة ثانية ؟ ام فقط يتركها لترتاح وخاصتا هو من قال لها ان ترتاح لبقية الاسبوع ولكن طرق الباب لاستاذان احدا ما قد انتشله من هذا القلق الا ان هذا الشخص لم يكن سوى يمنة

يوسف :  (وقد افصح وجهه عن ابتسامة لم تعرف يمنة معناها ) اهلا وسهلا اخبارك اقصد صحتك انتى كويسة ؟ اسف اتفضلى اعدى الاول

يمنة :  (وقد وترها هذا الاهتمام ولكنها افترضت ان هذا من اجل مرضها فقط ) انا الحمد لله احسن كتير سورى بجد بس فى البيت مارضيوش انى انزل من الصبح ده غير زن وعد فى انى افضل معاها يعنى ... المهم اخبار الشغل ايه

 (وتصمت قليلا) ............. اه صح انا متشكرة جدا واسفة كمان مستر يوسف

يوسف :  (وهو يحاول ان يسيطر على اعصابه عندما راى تلك النظرة الحزينة فى عينها ) شكر واسف ايه بس وعلى ايه اصلا لالا مافيش الكلام ده اصلا يعنى مافيش حاجة وبعدين انا ماعملتش حاجة لا تستحق الشكر ولا الاسف

يمنة : ( وقد احست بالاحراج اكثر) لا طبعا عملت حضرتك انا بعتذر لانى ماكنتش قد المسئولية لما سيف كان عايز يبيع اسهمه وكمان الشكر لان حضرتك اللى انقذتنى واشتريت الاسهم وكان ممكن بسهولة انك تسجنى انا ..........

يوسف : ( مقاطعا لها وقد احس من نبرتها وتعابير وجهها بمدى الحزن وتانيب الضمير الذى تعانيه فاراد ان يتحدث رسميا عله يقطع هذا الحديث من التحدث به مرة اخرى وان لا يرى فى نظراتها انها تراه يشفق عليها ) الموضوع مش زى ما حضرتك شايفة على فكرة كل الموضوع ان المشروع كبير وفيه تقدرى تقولى منافسة مع اصحاب الاسهم الاخرى فى الشركة الايطالية معايا وماكنتش عايز منهم انهم يشفونى بخسر بمشروع خصوصا انه فى بلدى التانى مصر وكمان سيف عرض الاسهم بسعر كويس جدا وده استثمار كويس يعنى انا كسبت مش خسرت يافندم ودى كانت حسابات مش اكتر فبلاش تفكرى بعواطف من فضلك وخلينا فى المهم اوك

يمنة :  (وقد استفاقت على كلامه الخالى من اى مشاعر اذ انها اعتقدت منذ علمها بانه من انقذها انه ...... واسكتت عقلها وكانها احست بحسرة داخل قلبها لهذا الكلام ولم تعلم السبب ام انها اردات ان لا تعترف بالسبب ولهذا لم تظهر اى شئ ولكن على الرغم من محاولاتها ظهر عليها شيئا من الحزن) بجد طيب تمام

يوسف :  ( بادرها السؤال عندما راى هذا الحزن ) فيه حاجة مدام يمنة يعنى انا قولت حاجة ضايقتك

يمنة :  ( بابتسامة جاهدة لتظهرها طبيعية ) لا ابدا بس اظاهر انى تعبت شوية على العموم ايه اللى حصل فى الايام اللى فاتت وكمان وضع الشركة حايكون ازاى يعنى

يوسف سمع كلامها ولكن بداخله كان يريد الا يصدقه ويصدق ان ما حسه بانها قد حزنت لانها تشعر بما يشعر به هكذا احس بها منذ ارتباكها فى ايطاليا عندما كانا معا بالمطعم ووقف امامها ليمنعها من العبور  ولكن طرق الباب لم يدعه الا ان يخيب امله مجددا اذ ان القادم كان وليد

وليد : مساء الخير عليكم وممسكا بذراع يمنة عاملة ايه انهاردة يا قمر يقولها بابتسامة جذابة ويقبل يدها

يوسف : ( يشيح بوجه عله لا يفقد اعصابه ولنفسه اهدى يوسف اكيد فعلا هى تعبت مش انت زى المراهقين رايح تفكر انها معجبة بيك , مهو لو هو اخوها زى ما بتقول ما كانش حايعمل كده بقى فيه اخ بيسلم على اخته بالدلال ده

تقاطع افكاره رد يمنة

يمنة  : انا بخير وليد مرسى بجد على كل حاجة عملتها معايا انا ..........

وليد :  ( يقاطعها متعمدا ما يفعله فيجلس امامها على ركبته وكانه راكعا لها ويقبل يدها فى حنان ) ام ام لا انا كده حازعل احنا عمرنا ما كان بينا شكر زى كده ولا ايه ازعل منك يعنى واعاقبك زى زمان

يمنة : تتذكر ما كان يفعله معها منذ ان كانا اطفال عندما كانت تضايقه فيرش عليها الماء وهو يجرى وراءها فى المنزل وتضحك رغما عنها ههههه لالا ارجوك احنا كبرنا ومش حاقدر اجرى زى زمان وليد تمام خلاص انا سحبت شكرى ليك يعنى بس بلاش عقاب

وليد : ( وهو ينظر ليوسف الذى استشاط غضبا لتلك الضحكة من يمنة وموجها كلامه ليمنة ليضغط على اعصاب يوسف اكثر واكثر عله يفعل ما ينتظره ويفصح عما داخله اكثر) ايوه تمام كده شطورة اميرتى الصغنونة انا

وهنا تتورد خدود يمنة رغما عنها فقد كان يناديها هكذا هو منذ ان اصبح فى الجامعة وكان والديه يعاتبوه وهو يقول لهم ما بها ان يدلل اخته الكبيرة كما ان هذا كان لقب يمنة وهى صغيرة وقد اعتاد وليد عليه منذ ان كان صبى ليغيظها به ولكنه عندما كبر كان يقوله ليراضيها عندما تغضب

وهذا ما جعل يوسف ينفجر

يوسف : ( وقد اطلق تنهيدة سمعها كلا منهما وعلم وليد مراده ولم يستطع ان يسيطر حقا على هدوء اعصابه الذى اذابه هاذان الاثنان) انا عندى اجتماع وضرب الباب وراه بقوة لم يستطع ان يحجمها

 

يمنة : (بخضة ) فيه ايه ماله ده ازاى يضرب الباب كده هو اه وليد كان غلط يعنى اننا اتصرفنا كده وتضربه على كتفه ماكنش لازم تتصرف كده حايقول عليا ايه دلوئتى هو ما يعرفش اننا زى الاخوات يعنى ومتربين من بعض من زمان واننا اصدقاء كمان وبعدين تعالى هنا ايه تصرفاتك دى يعنى

وليد : لم يهتم بما تحسه يمنة من ضيق الا انه قد فهم صريحا بان يوسف يكن ليمنة مشاعر وهى اكيد ما جعلته يتصرف هكذا خاصتا وانه عندما علم بشراء يوسف الاسهم اتصل باحد اصدقاءه فى ايطاليا والذى اكد له ان لا منافسة بين يوسف ومالكى الاسهم الاخرى بل انهم على وفاق تام

 

يمنة لم تاتى الى الشركة اليومين التاليين اذ انها كانت محرجة جدا من يوسف ولا تعرف كيف ستواجهه بعد تصرفات وليد وكيف سيفكر حيالها هكذا سيطرت عليها الافكار وهى لا تدرى ما الذى يحدث داخلها فهى التى لم تكن لتهتم بشئ وكانت تقضى الساعات فى المحادثة مع وليد وايام الجامعة عندما كان ياتى اليها كان اصدقاءها لا يقتنعون الا بانه حبيبها لا صديق واخ تربت معه اذ ان الاتفاق والتناغم بينهم كبير

فهى الان تهتم وكثيرا كيف سيكون منظرها امامه بل لا تعرف كيف ستواجهه ؟ واما عن يوسف فقد فسر الامر بصورة مختلفة اذ انه اعتقد بان يمنة تحب وليد حقا ولكنها لا تعى هذا لانه على الدوام امام انظارها وايضا اعتقد ان وليد هو من منع يمنة من الذهاب الى الشركة لانه كرجل اكيد وقد احس بنظرات يوسف لها وهذا كان واضحا من زيارته ليمنة بالمنزل .

لم يدم الوضع هكذا طويلا اذ اتى اتصال ليمنة من الشركة يعلمها باجتماع هام لاحدى الشركات الجديدة التى تعاقدوا معها وقتما كانت بالمشفى لينهوا العقود النهائية وهى من عليها الاجتماع والتوقيع على العقود وكان عليها كذلك عقد اجتماع مع يوسف لتعرف ما الذى تم الاتفاق عليه ولهذا ذهبت الى الشركة ووجدت يوسف قد بدا الاجتماع بالفعل مع الموظفين المسئولين والمحامى ولهذا قد تنفست براحة ليتحول الموضوع الى جو العمل ولكن لم يخلو الاجتماع من تلك النظرات المرسلة من بعضهم الى بعض فى استفهام عما حدث ؟

انتهى الاجتماع وقد ارادت يمنة الخروج بل الهرب من يوسف ولكنه استوقفها

يوسف : استاذة يمنة من فضلك

يمنة : (وهى لا تريد ان تنظر اليه ) افندم انا لازم ارتاح علشان فيه اجتماع تانى يعنى وانا .........

يوسف : ( مقاطعا وهو ينظر لساعته) تمام ولكن انا اجلت الاجتماع للغدا يعنى حايكون غداء عمل يافندم وبكده في ساعتين لسه معانا وتقدرى تستريحى وكمان فيه وقت اننا نتاقش فى التفاصيل

يمنة : (وقد علمت انها لن تستطع الهرب الان لتستدير وتجلس وتلعب بالاوراق امامها دون ان تنظر اليه ) افندم

يوسف : (لم يعلم هل تلك الافعال لعدم رغبتها فى رؤيته بامر من وليد ام كما كان يريد فى نفسه انها قد خجلت من افعال وليد معها ولا تعرف كيف تواجهه ؟ ) انا فى البداية اجلت الميعاد للغدا زى ما قولت علشان يعنى ما تجهديش نفسك ومايكنش فيه ضغط على حضرتك

يمنة : (لم تعرف وقتها هل تفسر هذا باهتمام كما يريد احساسها ام انه فقط سيعطى له تبرير اخر خاص بالعمل كما الاسهم لذلك اكتفت) شكرا لحضرتك

يوسف : (كان جزء منه لا يريد سماعها خاصتا بعد ما راى من تصرفها الذى لم توقف فيه وليد عند حده وجزء اخر كان يريد ان يبرر لها ولهذا تنفس بعمق واراد ان يعلم فهو قد قرر انه اليوم سيعلم وايان كان ما سيعلمه فهو لمصلحته فهو لا يريد ان ينساق لحب من طرف واحد واذا كان الحال هكذا فعليه ان يرتب امور العمل ويعود الى ايطاليا , اما اذا كان كما يشير له احساسه فيصنع اى شئ ويواجه كل المصاعب فى سبيل ان تكون معه وله فقط وعلى هذا وموجها كلامه لها )

مافيش شكر يعنى فى النهاية احنا شركاء مش كده

يمنة : ( لا تعرف بماذا ترد ولم تفهم ان يوسف اراد فقط ان يفتح حديث معها علها تقول اى شئ ولذلك ارادت الهروب) اه طبعا عن اذنك لان فيه حاجات كتير لازم اعرفها عن الايام اللى فاتت فى الشركة يعنى وتهم بالوقوف ولكن

يوسف : (يبادرها ليقف امامها ليمنعها من الخروج ) اى حاجة عايزة تعرفيها متهيالى تساينى عنها انا اللى كنت بباشر الاعمال الايام اللى فاتت

يمنة : وقد احست بارتباك حقيقى من وقوفها امامه فهى كالطفلة امامه ولم تكن تريد الا ان تهرب انا انا بس كنت عايزة اعرف ايه اللى حصل وتغير الموضوع سريعا وتستدير ليكون ظهرها له لتخفف من توترها انا بس كنت عايزة اعرف ايه اللى حصل فى الشركة بس انا نسيت ان حضرتك بقى ليك حق الادارة فيها وانا كاى موظف تانى يعنى عن اذنك

يوسف : ولكن كلامه اوقفها بس انا ماقولتش اى حاجة عن انى عايز اخد الادارة من ايدك يعنى تفتكرى انى فاضى انى ادير شركة صغيرة زى دى . واسيب باقى شركاتى يعنى

يمنة : وبعدم فهم تصيح مشاعرها بين الغضب وعدم الفهم

امال حضرتك هنا ليه لحد دلوئتى وليه ماسلمتنيش الشغل لما جيت المرة اللى فاتت ولا عرفتنى ايه اللى جرى فى الشركة اذا زى ما بتقول مش مهتم بالشركة وليه اصلا اشتريت الاسهم يعنى

يوسف : بعدم وعى منه وبعصبية لم يستطع ان يسيطر عليها اولا انا ما عرفتكيش حاجة المرة اللى فاتت لان حضرتك ماكنتيش فاضية يعنى للشغل وزى ما شفت ان الشركة لحاجات تانية غير الشغل بالنسبة ليكى وكان عندى اجتماع مهم ومش حاقدر أاجل شغلى بصراحة لحد لما حضرتك والبيه تفضوا وتفوقوا للشغل وكمان انا اشتريت الاسهم لانى فكرت ان ............ ويصمت محاولا السيطرة على اعصابه وما ينطق به

يمنة  : فى صدمة مما يقول انت بتقول ايه عيب على فكرة اللى انت بتقول ده وبتتهمنى بيه انا الشركة دى طول اشهر وانا بديرها لوحدى ومهتميا بيها وكمان لما حصل مشكلة الشركة الايطالية سافرت لوحدى واظن حضرتك وباقى الاعضاء لمجلس ادارة الشركة شفتوا انى كفء والا ليه ادتونى المشروع ده وهى اكبر صفقة فى تاريخ الشركة

يوسف : بحدة بقى انا كلامى عيب صح ال واتهامات ال امال لو ماكنش حبيب القلب جاثى على ركبه ادامك وهزار ودلع ودلال ايه احنا فى شركة ولا فى .............

يمنة : تقاطعه وقد دمعت عيناها من اتهامه لها انت ... على فكرة وليد بمثابة اخويا الصغير وهو اصغر منى باكتر من خمس سنين على فكرة واحنا متربين سوا اخوات واصدقاء واهلى يعرفوا كده كويس والهزار ده بيهزر معايا كده ادام اهلنا يعنى انا مش بنت زى ما حضرتك متصور وانا يهدلته على اللى عمله على فكرة وقولته ما يصحش كده وانه زودها بس انا مش البنت اللى تعمل كده وانا كنت متجوزة وعارفة يعنى ايه احافظ على سمعتى وعلى سمعة اهلى وزوجى لما كنت متزوجة واهلى عمرهم ماسمحولى بانى اكون مش محترمة زى ما عقلك صورلك وياريت يكون كلامنا فى اطار العمل وبس يافندم اما عن حياتى الخاصة فدى تهمنى انا وبس عن اذنك وضربت الباب وراءها وكانه صفعة على وجه يوسف الذى جلس ووضع راسه بين يديه فهو اراد ان يعلم الحقيقة ولكنه لم يريد ان يجرحها هكذا وان يجعل بينهم تلك الفجوة التى صنعها بكلامه

بعد حوال الساعتين كان اجتماعهم للغداء مع الشركة للامضاء باقى العقود والتى ولابد من وجود يمنة به ولذلك ذهب كلا منهما الى الاجتماع بمفرده وبعدما انتهى الاجتماع حاول يوسف ان يجعلها تنتظر حتى يعتذر لها عما حدث ويفهمها ان تلك الكلمات الجارحة لم تكن سوى اندفاعا منه بسبب مشاعره تجاهها , ولكن يمنة لم تعطى له اى فرصة اذ مع خروج مندوبين الشركة قد خرجت هى ايضا .

 

فى المساء كان يوسف مزعوجا جدا جدا مما حدث ولا يدرى ماذا يصنع واذ فجأة قد اتت له الفكرة عندما كان يقلب فى قنوات التلفاز بلا هدى . اذ انه اتته تلك الفكرة حفلة وقد فرح يوسف كثيرا لها ولهذا فيمكنه ان يعتذر عما بدر وهى بالتاكيد لن تستطع ان ترفض خصوصا اذا نظمها كما يجب

ولم يضيع الفرصة لذلك اتصل على شخص من ادراة الشركة التى مضوا معها وكان يعرفه جيدا ليتفق معه على تلك الحفلة التى سيتكف يوسف بكل شئ فيها من تنظيم وتكاليف على ان تقول الشركة الاخرى فقط انها هى من نظمت تلك الحفلة وانها فكرتها وان يتم دعوة جميع افراد موظفى الشركتين .

وقد تم الامر فعلا وفى اليوم التالى كانت يمنة لا تريد الذهاب ولكن اتصال سكرتيرتها اعلمها بوجوب مجيئها اذ ان يوجد اعمال لصفقات جديدة ويتطلب امضاءها على الكثير من الاوراق .

 

فى الشركة عندما كانت يمنة قد انتهت تقريبا من كل شئ وارادت الذهاب فهى لم تراه اليوم فكل ما يمكن ان يجمعهم اما يرسل عن طريق الايميل او ترسله السكرتيرة وقبل ان تغادر وجدت ان احد اعضاء الادارة من الشركة المتعاقدة معهم قد اتى ويطلب منهم تشريفه فى حفل الغد التى قد نظمها مخصوص للاحتفال بالصفقة وان موظفى الشركتين مدعوين حاولت يمنة الرفض ولكن لم تستطع ولذلك كان عليها الذهاب

وهى فى طريقها الى المنزل اتى لها اتصال وليد

على الهاتف

وليد : الو سلام على احلى اخت فى الوجود عاملة ايه يا قمر

يمنة : بصوت متضايق ازيك وليد انا الحمد لله بخير

وليد : فيه ايه مال صوتك

يمنة : تحاول ان تجعل صوتها طبيعيا دون ان تفلح لا ابدا عادى اجهاد الشغل بس

وليد : انتى فين دلوئتى انا جايلك انتى فى الشركة ولا البيت

يمنة : لالا انا خرجت من الشركة ومش حاينفع فى البيت انا بخير يا وليد بجد

وليد : متاكدة طيب

يمنة : ايوه بجد وكمان انا اكيد حاشوفك بكرة بليل لان فيه حفلة يعنى نتكلم وقتها اوك

وليد : تمام يابنت عمتى واختى وصديقتى بس لازم تعرفى انى هنا وقت ما تحتاجينى انا جنبك وحاسمعلك فى اى حاجة

يمنة : وقد احست بان وليد احس بشئ تمام وليد اكيد مااهو انا ماليش اخوات غيرك

حاولت يمنة تلك اللية ان تنام ولكن جفاها النوم فذهبت الى غرفة ابنتها واحتضنتها اذ انها اصرت ان تعود لبيتها ما دامت تحسنت واصبحت تذهب العمل

احتضنت ابنتها علها تاخذ الدفء والحب من قلبها الصغير فقد كانت تحس بجرح فى قلبها منذ ان قال لها يوسف هذا الكلام لم تعرف لماذا وجعها قلبها بهذا الشكل فكثيرا بالجامعة كان بعض اصدقاءها يقولن عنها وعن وليد انهم احباب لا اصدقاء واخوات وكانت لا تتضايق حتى فى بداية خطوبتها من سيف عندما نزل وليد ليحضر الخطبة وكان بدا التردد على بيتهم وراه سيف وكان فى هذا الوقت يحد من كلامه وهزاره مع يمنة الا ان سيف قد نبه يمنة اكثر من مرة بانه لا يحب هذا الهزار بينهم ولكنها لم تحس بتلك المشاعر من قبل فلما تحس الان وكان قلبها قد كسر مثل الكريستال حاولت ان تنحى عنها تلك الافكار ولكن دون جدوى

وعند وليد الذى جافاه النوم ايضا ولكن لقلقه على اخته وصديقته فهو منذ نعومة اظافره ووعى عليها وهى كانت بمثابة الاخت الحنون له اذ وهو صغير كانوا لا يفترقون وكانوا بجانب بعضهم البعض دائما حتى منزلهم كان بجانب منزل عمته لذلك كبرا معا وعندما كان يضايقه احد الاطفال سواء فى الروضة او المدرسة كانت يمنة تذهب اليه ويتذكر عندما ضايقه احد الصبية وهم فى الحديقة وكان صغير الحجم فوكزه ووقع وليد وبكى اتت اليه اخته مسرعة وضربت ذاك الصبى عنه واوقفت اخبها وحملته فى حضنها بل واخرجت مصروفها واشترت له الحلوى . يبتسم وليد على ذك فهما الان اذا وقفوا بجانب بعضهم تصبح يمنة كالاخت الصغرى وليست الكبرى فى الحجم كان وليد قلق عليها خصوصا وهو يحس بشئ من مشاعر اخته تجاه يوسف وهو قد تاكد من يوسف بما فعله فى الشركة منذ ايام صحيح قد تخطى الحدود كثيرا وسمح لنفسه بان يظهرها بمظهر غير مناسب وهو متضايق على ذلك ولم يحزن عندما هى تحدثت معه ونهرته لذلك لانه يعلم انها على حق فاذا راهم احدا اخر غير يوسف او ان يوسف قد تحدث عن ذلك لاى احدا كانت يمنة ستظهر بمظهر غير محبب وكانها تلك المراة الغير محترمة وهذا ما لا يستطيع ان يتحمله على اخته ولكن كان عذره وعذاءه الوحيد ان يصرح يوسف ببعض مشاعره ليتاكد وليد من مدى صدقه من عدمه . ولكن الان من الواضح ان يمنة تتعرض لشئ ووليد شبه متاكد ان ما حدث فى هذا اليوم انما هو السبب .


تعليقات