متابعينا الكرام
اليوم ساشارك معكم الفصل الاول لقصتى
احببتك رغما عنى بقلمى منار عبد الجواد اتمنى ان تعجبكم
( تنبيه يوجد اسم سبيل محمد وهو اسم النشر بالنسبة لى على النت )
الفصل الاول
لست
مختلفة عن الكثيراث , فيمكنك ان ترانى فى اى مكان . اننى يمنة ابنة السابعة والعشرين من العمر
انحدر من اسرة متوسطة وانا الابنة الوحيدة لاسرتى لم اعرف سوى بلدى مصر وتلك
المحافظة التى اعيش بها وهى الاسكندرية التى اعرف شوارعها جيدا فلطالما خرجنا انا
وصديقاتى وعلى الرغم من حبى الكبير للسفر
فانا لم اشاهد الغردقة او شرم الشيخ فى حياتى , ولكننى اهوى السفر اكثر من اى شئ
فى حياتى وحلمى الوحيد ان اتزوج من رجل يحبنى كثيرا بل يخوض الصعاب لاجلى فانا
انسانة رومانسية وحساسة جدا ولطالما انتقدنى اصدقائى لذلك وخاصتا سهى تلك صديقتى
او بالاحرى اختى التى لم تنجبها امى , فهى معى فى كل مراحل حياتنا حتى انها قد
دخلت كلية التجارة لاجلى لكى لا اكون وحيدة وكثيرا ما نصحتنى بان لا اعيش فى
الاحلام وان الاحلام لا تتحقق دوما وانا كنت دائما اعاندها واقول باننى ساحقق
احلامى تلك يوما ما وانها سوف ترى . انهينا بكالوريوس التجارة سويا , وكان من الحظ
الجيد بل النصيب الجيد لنا ان صديقتنا قد
اعطت لنا فرصة العمل فى شركة والدها ( وكان هذا طبعا من قبيل التباهى علينا ) ايان
كان ضميرها فى ذلك حقا فهى قدمت لنا فرصة كان من الصعب ان نحصل على وظيفة كهذة بل
وان وجدت تفوز بها البنت التى هى عكسى تماما فانا لوضعى الحجاب ولبسى المحتشم مع
عدم وضعى للكثير من المكياج تكون فرصتى ضئيلة هكذا فانا وان كنت جميلة الوجه وذات
شخصية مرحة فانا وعلى كل حال ذات بشرة خمرية ولست بشقراء ولست طويلة فانا متوسطة
الطول ولكنى ذات قوام متناسق ايضا . ولكن من يحصلوا على العمل فى شركات كبرى انما
هم البنات الذين لا يلبسون الحجاب ويخرجون بمظهر ملفت للانتباه , ولكن اليس هذا
بحال العمل فى العالم وليس فى بلدنا وحده . فالمظهر العام هو الاهم دون النظر الى
الجدية او الخبرة دوما . ولنعود الى قصتى فلقد عملت مع سهى فى تلك الشركة ولم تلبث
ان تزوجت وتركتنى لتعيش مع زوجها وتستقر فى احدى البلاد العربية , ولكن هذا البعد
فى المسافة لم يفصلنا او يؤثر على صداقتنا واثناء عملى فى الشركة تعرفت على زوجى
الحالى سيف . كان سيف عميل دائم لشركتنا حتى انه كان يعمل كشريك فى مشاريع كثيرة
سيف بدا
العمل بشركة والده التى كبرها بعد وفاته وهو الابن الوحيد كذلك لوالدته التى تحب
التحكم الى حد ما فهى ليس لديها احدا سواه , فهو شاب طموح فى بداية الثلاثينات من
عمره قمحى البشرة , طويل , وذو شعر مجعد الى حد ما , حسن الخلق , وسيم ومرح جدا ولكنه على الرغم
من سفره ولكنه لا يحب السفر فى الحقيقة بل يسافرعندما .يتطلب العمل ذلك . وفى
اثناء عمله مع الشركة التى اعمل فيها كان يتجاذب اطراف الحديث معنا ويضحك كثيرا
وكان يضحكنى فى الحقيقة وعندما فاتحنى فى موضوع طلبه ليدى كان ذلك فى الشركة وانا
وقتها لم اعرف بماذا ارد عليه ؟ فقد كانت موافقتى معناها ان ادفن حلمى فى الزواج
عن حب وكان لدى سيف اكبر عيب ممكن ان اراه وهو انه يستسلم عند مواجهته لمشكلة صعبة
او مستعصية فعندما لا يجد حل يستسلم سريعا . وهذا ما كان لا يعجبنى به ولكن اصرار
امى وسهى على ان اترك الاحلام وان فرصة كهذى يمكننى ان اندم عليها فى المستقبل
جعلتى اوافق خاصتا وانا اصبحت فى الخامسة والعشرون فى ذلك الوقت فوافقت وتمت خطبة
لم تتعدى الشهرين وكان هو سعيدا بذلك ولكننا لم نحب بعضنا البعض فحتى سيف قد اعجب
بى تلك البنت المهذبة حسنة الخلق الجميلة التى ستكون اما لاطفاله يوما ما . وهكذا
تم الزواج واتفقنا على كل شئ حتى مواعيد الطعام وانتقلت الى بيته بعد فرح كبير
نزلت لى سهى وقتها وكنا سعداء لا انكر هذا فالكل كان يقول بان زواجنا مثالى وكانه
كتب فى قصة لم يشوبه المشاحنات او الاضطرابات يوما. فقد كنا نحل كل شئ بالعقل ونتحادث فى كل شئ وبعد حوالى الثلاث اشهر
من الزواج بدا يظهر الملل على وبدات افقد بهجتى التى اعتادها سيف ولهذا طلب الى ان
اعمل معه فى شركته انها ليست شركة والده فهى فرع صغير لها فشركة والده فى القاهرة
وقد انتقل الى الاسكندرية عقب الوفاة واسس تلك الشركة الصغيرة وعلى الرغم من ذلك
الا انها حققت نجاحا كبير وايضا استطاعت مشاركة شركة ايطالية مما
زاد من شهرتها ونجاحها وهكذا عملت معه فى الشركة وتعلمت العمل، واستطعت ان اثبت
نفسى سريعاً. ولذلك سيف ترك لى امور الشركة اباشرها انا. ولكن فيما يخص الصفقات مع
الخارج كان هو المشرف عليها
ولكن لم
تلبث الامور على هدوئها فلقد بدا الكلام والالحاح فى مسالة الحمل وسواء من طرف امى
او والدة سيف التى لم تكن معى حماة قاسية وايضا لم تكن الام الحنون . ولكن اتذكر
قبل هذا عندما عرض سيف على العمل ان اقترحت عليه لنذهب للطبيبة وبالفعل ذهبنا
وخضعنا لتحاليل ولكنى لم اراها يوما
يمنة : سيف هى نتيجة التحاليل ماطلعتش
سيف : (
بتلعثم ) لا حبيبتى مهو انا اتصلت بالدكتورة وقالتلى ان كل حاجة طبيعى وانا بس
نسيت اقولك
صدقت
يمنة فى ذك الوقت واستمرت فى العمل معه وقد احبت
مثله
الشركة , ولكن بدأ الروتين والملل مرة اخرى يغزو حياتهم. وقد بدات تقلق مثلها مثل
والدتها ووالدة سيف. فهذا هو الشهر الخامس على زواجهم ولا يوجد حمل الى الان. ولا
تنسى يمنة الكلام الذى توجه لها والدة زوجها كلما التقوا او تحدثت اليها فى
الهاتف. صحيح ان سيف لا يترك فرصة فى كل مرة ليرد هو بان الوقت مازال مبكر على
ذلك.ولكن هى كانت تعلم انها تريد ان تفهم
اتى
اليوم كاى يوم عادى ولكنها م تكن تعرف انه البداية فقط لكل ما سيحدث بعد ذلك
وفى
الصباح قبل ان ينزلا الى العمل .
يمنة :
(باصرار) سيف انهاردة بعد الشغل انا عايزة اروح للدكتور
سيف :
(بخضة ) خير حبيبتى تعبانه حاسة بحاجة
اجبلك الدكتور دلوئتى
يمنة : (
بتعجب ) ايه! لا اهدى اهدى انا كويسة، ومافييش حاجة. بس عايزة اروح اطمن بنفسى واه
هوه نعرف اذا فيه مشكلة يعنى فى الانجاب .
سيف :
طيب حبيبتى حاضر .
بعد
الانتهاء من العمل كان سيف يريد الا يذهب ولكن يمنة اصرت عليه مما جعله يذهب
فى
العيادة
الدكتور
: (بعد ان اتم الكشف ) طيب احنا حانعمل تحاليل علشان نتاكد وان شاء الله خير مدام
يمنة .
سيف : (
وقد احس بشئ ) تمام يا دكتور واحنا حانعمل التحاليل، وبعدها نيجى تانى . مرسى
لحضرتك يلا يايمنة
يمنة :(
ارادت ان تفهم ما يعنى الدكتور بكلمة نتاكد ) يعنى يا دكتور هو انا عندى مشكلة ولا
التحاليل دى ..........
سيف : ( يقاطعها ) فيه ايه بس يايمنة لما تطلع نتيجة
التحاليل، وبعدين انا تعبان ، وعايز انام اتفضلى يلا . سورى يادكتور
ذهبوا
الى المنزل وكانت يمنة متضايقة لانها ارادت ان تستفصل اكثر عن وضعها. ولذلك اصرت
فى اليوم التالى وقبل الذهاب الى العمل ان تذهب لعمل التحاليل
وفى
المساء، اتى سيف فهو قال انه ذاهب الى الشركة الاخرى لتخليص بعض الامور العالقة.
وها قد اتى المساء سريعا ويمنة جالسة بصبر نافذ تنتظر سيف، الذى لا يرد على
اتصالها. وهذا ما زادها قلل وعندما اتى سيف
يمنة :
( بلهفة ) كنت فين ياسيف كل ده قلقت عليك
سيف : (
يبدو عليه التعب كثيرا وبحنان ) معلش حبيبتى ، بس كان عندى شغل كتير،وما عرفتش
اخلصه حتى حاضطر الايام الجاية انى اروح كتير علشان اخلصه
يمنة :
( والتى انتبهت لتعبه ) طيب الله يكون فى عونك احضرلك العشا باين عليك مرهق كتير
سيف : (
بتعب ) لا انا عايز انام
دخل سيف
غرفة نومه واغلقها عليه . وكانت يمنة قد قررت ان تتركه ليرتاح، وتكمل هى بعض العمل
الذى اتت به
سيف : (
فى نفسه ) معقولة كلام الدكتور يكون صح يعنى يمنة فعلا .... يا حبيبتى يا يمنة انا
حافضل معاكى طول العمر, ومش مهم ابدا...... لا هى مش حاتعرف اصلا
اتى
الصباح سريعا ، وذهب سيف الى اكثر من دكتور نسا متحججاً بعذر العمل فى الشركة
الاخرى. ولكن الجميع اجمعوا القول بان زوجته لن تستطيع الانجاب، وانه لا يوجد دواء
الى الان لتلك الحالة
مر
العديد من الايام وكانت يمنة كل يوم تتساءل عن نتيجة تلك التحاليل. حتى وعندما
اخبرها سيف بانه لا توجد مشكلة بها. لم تصدق حتى مع تلك المكالمة الغريبة التى
اجراها سيف للدكتور ليقول لها بان التحاليل نظيفة ولكنه فى مؤتمر طبى خارج البلاد
لم
يرتاح قلبها. كانت الايام تمر ويمنة يوما تلو يوم، تطالب بان تذهب للطبيب، وزوجها
يتعذر بالعمل. ولم تكن يمنة تشك بشئ، لان العمل فى تلك الفترة كان كثيرا فعلا
والان
وقد مر الشهر والنصف على تلك الزيارة للطبيب ارادت يمنة ان تذهب مرة اخرى. ولكن تلك المرة
قررت الا تذهب مع سيف، ولكن كيف لا يعرف. فهو لا يتركها سواء فى البيت او العمل.
ولكنها وجدت ضالتها فى هذا الاتصال. اذ جاء اتصال الى سيف من احد اصدقاءه القدامى
يخبره بحفلة ذكرى زواجه،وانه ينتظره
يمنة :
سيف هو احنا حانروح الحفلة دى
سيف : (
وهو يعمل وبتاكيد ) اكيد يايمنة ده صديقى من فترة، ومش بس كده، اكيد كل اصحابنا
حايكونوا هناك كمان دى كمان ماما معزومة معانا ، ده يعتبر متربى معايا يا بنتى
اصلك مش فاهمة ، استنى بس اخلص الشغل ده وافضى واحكيلك ده انا بعتبره اخويا مش بس
صاحبى
يمنة :
( بلؤم ) خلاص مدام الحكاية كده يبقى عيب اوى اذا ما جبنلهمش هدية
سيف :
طبعا حبيبتى اخلص انا بس وحانزل
يمنة :
( بتاكيد ) لالا حبيبى انت عندك شغل كتير انا حانزل حالا اختارلهم هدية على ذوقى،
ولا انا ذوقى وحش!
سيف :
لا طبعا حبيبتى ، وحش ازاى طيب روحى انتى اشترى على ذوقك ونتقابل هنا نروح
يمنة :
( بسرعة ) لالا انا حاخد وقت لحد لما الاقى حاجة هدية تعجبنى وفى نفس الوقت تليق بيك وبصداقة العمر دى
سيف : بس
..... كانت يمنة قد ذهبت بالفعل
عادت
يمنة الى البيت فوجدت زوجها .حاولت ان تبدو طبيعية، ولكنها لم تستطع فتحججت بانها
ارهقت من كثرة البحث وذهبت لتنام
وفى
الصباح اعتذرت عن المجئ للعمل بسبب انها مرهقة وتحتاج الى الراحة
بعدما
ذهب سيف بكت يمنة كثيرا ،خاصتاً وقد علمت ان سيف منذ اليوم التالى ذهب هو للطبيب
بالتحاليل، وعرف منه ان يمنة لا يمكنها الانجاب، لوجود مشكلة لديها لم يتوصل
الاطباء لوجود حل لها . بكت يمنة كثيرا وكانت ستفاتح سيف فى المساء
عندما
جاء سيف الى المنزل مساءاً ، لم يكن كاى يوم فلم تستقبله يمنة كعادتها. ولكن كانت
فى حجرتها تبكى، وقد انتفخت عيناها من كثرة الدموع. وعندما احست به وقد دخل الى
الغرفة اعتدلت لتجلس على السرير
سيف :
(بلهفة) مالك يمنة وليه بتعيطى كده
يمنة :
( بصوت مبحوح) انا عرفت يا سيف. ما كنش لازم تكدب عليا كل المدة دى
سيف :
(بعدم فهم) اكدب فى ايه بس انا مش فاهم اى حاجة
يمنة :
(بصوت يملئه الدموع وقد عادت لتبكى ) عرفت ان العيب منى. ليه كدبت عليا. وكنت بتتحجج
وتاجل كنت فاكر انى مش حاعرف
سيف :
(وقد فهم ما تتحدث عنه ومحاولاً تهدئتها) اولا انتى روحتى للدكتور من غير اذنى،
وده حانتكلم فيه بعدين وتانى حاجة (ويقرب يده من وجهها ليمسك بذقنها ) حبيبتى
الموضوع ده مايفرقش معايا، احنا والحمد لله كويسين مع بعض وده الاهم
يمنة :(
بتاكيد ) لا يا سيف الموضوع مهم، وانت مش
ذنبك.
وبعدين طنط مش حاتسكت لما تعرف و ..............
سيف :
(بصدمة وهو يقطع كلامها ) ومين بس اللى حايقولها هى مش حاتعرف وبعدين دى حياتى
وانا حر فيها
يمنة :
(بصدمة ) انت بتقول ايه حاتعرف طبعا ده من حقها وانا اللى حاقولها
سيف :
(بذهول وتعجب مما تقول ) يمنة انتى مدركة
بتقولى ايهّ ! ماما اذا عرفت
يمنة :
(وهى تحاول ان تتماسك ومقاطعة لكلامه) ايوه حاتخليك تتجوز وده اللى لازم انت تعمله
يا سيف. انا لا يمكن اسمح لنفسى انى احرمك من انك تكون اب. وانت مش ذنبك ان ربنا
مش رايد ليا انى اكون ام .بس عمرى ما حاخليك تعانى معايا. ولكى تنهى النقاش خرجت
الى المطبخ لتجهز العشاء
تعليقات
إرسال تعليق