قصة الحكيم الذى اعتزل الناس

اهلا متابعى مدونتى الكرام ارجو لكم الصحة الدائمة وان ينجينا الله تعالى ويرفع عنا هذا الوباء الذى اخذ من الارواح الكثير ويعانى منه الاكثر . اسأل الله العظيم الشفاء لكل مريض يارب العالمين 





اليوم سأروى لكم قصة قصيرة واتمنى ان تعجبكم 



فى يوم من ايام الصيف الشديد الحرارة كان هناك رجل اتى من بلاد
بعيدة ليسأل عن حكيم ليتعلم منه ويساله عن امور لم يجد لها سؤال .
وكان هذا الحكيم يقيم على قمة جبل عالى فى احدى الكهوف .

كان الرجل فى منتصف الثلاثين اى فى سن الشباب ومن القوة لديه
الكثير ولكنه كان يستغرب لماذا هذا الحكيم يترك الناس وكل تلك
التكنولوجيا والراحة ويختار ذاك المكان النائى الموحش البارد والذى
يتشاركه مع الذئاب ؟
اجتاز الرجل مدينة وراء مدينة وكان يسأل فى كل مدينة من اين
يذهب ؟ وكان يسال العديد من الناس لان اكثرهم لا يهتمون والبعض
الاخر ينظر له بتعالى ولا يجد من يساعده سوى القليل فقط .
بقى كذلك لايام حتى استطاع ان يصل اخيرا ويعرف انه لم يبقى على
هدفه
سوى القليل فلقد وصل اخيرا الى تلك المدينة التى بها الجبل الذى
يسكنه الحكيم وهو ما يريد .
عندما دخل الرجل كان فى عقله وقد سيطر عليه سؤال واحد فقط
كيف بهذا الحكيم المثقف ان يترك كل سبل الراحة تلك التى نتمتع بها
نحن ليعيش هكذا ؟ كان يريد وبشدة ان يعرف الاجابة ولكنه استفاق
من شروده على صوت سيدة تصرخ وباعلى صوتها ورجل بجوارها
يضربها وقد التف الناس حولهم ولكن احدا لا يساعد او حتى يمنع
هذا الظلم عنها . لم يستطع هذا الرجل البقاء صامتا واستخدم قوته
ليبعد هذا الرجل عن السيدة , وعندما سأل عن السبب ؟ عرف ان
السيدة مدينة له ببعض المال القليل , بل انه يكاد يكون تافه فاخرج
الرجل المال واعطاه لها وبزيادة علها تشترى بالباقى ما تحتاج له.
فاذ لم تكن معها هذا المبلغ التافه الذى جلب عليها تلك الاهانة فكيف
تاكل وتشرب وكيف بالناس ان يشاهدوا فقط كل تلك الافكار كانت
تدور فى عقل الرجل بعدا تركهم ليمضى فى طريقه .
وعند سفح الجبل وجد طفل صغير يجر عربة اكبر منه ومحملة
بالكثير ولا يستطع هذا الصغير ان ينزلها من المنحدر التى
سقطت فيه والغريب ان بعده بعده خطوات رجل يافع يرى معاناة
الطفل ويضحك لم يكن من الرجل الا ان ساعد الطفل ومضى ليتسلق
هذا الجبل الضخم الشاهق الارتفاع .
وصل واخيرا الى هناك ولكنه لم يجد الحكيم , فلقد كان يتعبد وكان
ممنوع ان يقطع تعبده فانتظر الرجل بالخارج . وهنا اتى له السؤال
الذى كان يلح عليه وعندما راى الحكيم سأله
الرجل : لماذا تجلس هنا وتترك كل تلك الراحة بالخارج ؟
الحكيم : ابتسم (فلقد علم ان الشاب لا يفقه الكثير ) ماذا رايت وانت
قادم لى الى هنا ؟
الرجل : ( وبغير فهم ) اتجاوبنى على سؤالى بسؤال
الحكيم : (ابتسم اكثر على جهل الشاب وبشفقة ) احكى لى فى البداية
وستجد الاجابة ولكن اصبر واحكى لى
الرجل : ( لم يجد مفر ) وحكى له على ما شاهد والسيدة التى كانت
تضرب وهذا الصغير الذى كان يعانى .
الحكيم : ( نظر له مليا ) وتسألنى الى الان لماذا ابقى هنا ؟ وتقول
ان بالخارج الراحة
الرجل : ( فكر فى ما قال الحكيم ولم يفهم ) نعم ان بالخارج كل
وسائل الراحة وهنا لا يوجد سوى ..........
الحكيم : مقاطعا ( وبحزم عندما ايقن بان عقله قد اعمته المادية )
ساجاوبك بشرط الا تزعجنى وترحل
الرجل : موافق ولكنك ستجيبنى على كافة اسئلتى
الحكيم : ( وجد ان لا مفر من هذا الرجل الا بتعليمه وهو لن يدير
ظهره لرجل يريد ان يتعلم ) فاجابه الحكيم اننى تركت الناس وزهدت
ان يتغيروا فانت قد رايت بعينك يستغل القوى الضعيف ويظلم العباد
فاى راحة تلك تتحدث عنها . ما الذى يريده رجل كهل مثلى سوى
مكان هادئ امن اتعبد به وماكل ومكان انام فيه وان الذئاب لرحيمة
بى عن بنى البشر فهى لا تهاجم الا عندما تجوع وهنا اقاسمها
ببعض من ماكلى ولقد امنتهم بذلك .
الرجل : (استعجب من ذلك كثيرا ولاول مرة يفكر وفى نفسه ) جئت
لاسالك عن اطفالى وعائتى لما يظلموننى ولما اطفالى لا يكونون
جيدين ولكنك قد جاوبتنى فلقد اصبح الناس هكذا
الحكيم : ( راى شرود الرجل فاشفق عليه ) ما الامر يابنى وما الذى
اخذ عقلك هكذا
الرجل : ( حكى له عن عن ظلم عائلته ومعاملتهم السيئة له , وعن
اولاده الذين شبوا دون اخلاق ) ولقد اذهله جواب الحكيم
الحكيم : ( متعجبا ) وماذا فعلت انت لهم ؟
الرجل : ( الذى جاء له هذا السؤال المباغت ) ما قصدك انا لم اصنع
لهم شئ اننى اعيش فى حالى وبين ساعات العمل ينتهى يومى لكى
اؤمن لاطفال رغد الحياة .
الحكيم :( وهو يبتسم ) وهذا ما اقوله انا انت لم تربى ابناءك على
الاخلاق منذ البداية فلم تشتكى الان من سوء اخلاقهم , وعائلتك التى
تشتكى ظلمها اكنت تعاملهم معامة جيدة فاذا كنت كذلك فهذا بلاء
وعليك ان تصبر وان كنت تعامله بالمثل او اسؤا . فانت من زرعت
الشوك فلا تنتظر حصاد الورود .
الرجل : ( انهكه التعب والتفكير وجلس الى جوار الحكيم ) ايمكن ان
اطلب اليك ان ابقى معك هنا .
الحكيم : ( ابتسم وبذكاء قال ) ماذا يصنع الشبل والضباع اذا التزم
الليث عرينه .
الرجل : ( تعجب مما سمع ولم يفهم ) ماذا تقول ايها الحكيم ؟
كان الليل اوشك على القدوم
الحكيم : هيا بنا ساقدم لك اليوم ماوى وغدا صباحا ستنزل وتتركنى
وتعود الى سبل راحتك التى اوجعت راسى بحديثك عنها .
الرجل : ولكنى لم افهم ما الذى ادخل الليث فى حديثنا وما شان
الضباع ومالى انا والاشبال اسالعب معهم
الحكيم : هههههههه اضحكتنى ايها الابله فكر ما اعنى بها وانت
ستعلم جوابى عليك .
جلس الرجل على فراش قاسى من اغصان الاشجار لم يستطع ان
ينام وهو يفكر ما شان الاسد وما موضوعه به واتى الصباح سريعا
واشرقت الشمس على الارض بضيائها فى دورة لا تنقطع منذ ان
خلق الله الارض الى حين ياذن ربها .
فى الصباح ذهب الحكيم ليتعبد كما عهد وعندما استفاق الرجل وهو
جسده به العديد من مواضع الالم وكيف لا ؟ وهو الذى اعتاد على
الفراش الرقيق ان ينام هذا تلك الاغصان القاسية . وعندما نظر لم
يجد الحكيم فخرج من الكهف منتظرا ان ياتى ويساله ما الليث وما
شان الضباع
اتى الحكيم فوجد ان ضيفه الذى اعمته الحياة لازال منتظرا
الحكيم : ماذا تصنع هنا انت ايها الشاب ؟ الم تغادر بعد ؟
الرجل : لا ولن اغادر قبل ان تجاوبنى
الحكيم : لقد انهكتى من بكرة الصباح ماذا تريد ؟
الرجل : ( هم بالوقوف ) ما بال الليث ؟ وما شان الضباع بى ؟
الحكيم :( ضحك على سذاجة الشاب ام جهله لا يعلم ايهم اقرب اليه ,
ولكنه ايقن انه لن يرتاح قبل ان يفهم وان هذا الشاب قد انهكه
واتعبه كثيرا ) حسنا بنى ولكنك بعدها ستتركنى لانك قد افقدتنى
راحتى التى عهدت ومن دون اى سؤال اخر سترحل عنى
الرجل : وافقت واقسمت الا اصعد لديك هنا مرة اخرى ولكن يكفينى
ان تفهمنى تلك المقولة التى قلتها لى بالامس
الحكيم : حسنا ( ماذا يصنع الشبل والضباع اذا التزم الليث عرينه .)
عندما قلت ذلك قصدتك انت بنى وتلك ردى على انك تعتزل الناس
وتبقى لدى فالاسد يحكم الغابة ولا يصطاد الا لياكل ويعلم اشباله
النزاهة وان لا ياكلوا طعام قد اصطاده غيرهم وان يضع الضباع عند
موضعهم فلا يظموا ويروعوا الحيوانات الاصغر الاضعف منهم .
ولكنه اذا اعتزلهم وبقى بعرينه فستفسد الدنيا مثما رايت
وانا اصبحت ليثا كبير لا اقوى على الحكم بنى .
نزل الرجل من اعلى الجبل بعدما فهم انه عليه بقوته تلك الا يعتزل
الناس بل ان يقف بجانب المظلوم وان لا يترك الظالم ليتجبر وان
يربى اشباله وصغاره وان لا يتركهم لان المال ورغد الحياة
ليست فقط ما يحتاجه الابناء بل يحتاجوا الى الاخلاق ايضا فبدونها لا
حياة ولا يجدى المال نفعا .


انتهت


تعليقات